تحميل
تقديم
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. اللهم
صل على محمد وال محمد. ربنا اغفرنا لنا واخواننا المؤمنين.
قال رسول الله صلى الله عليه واله لوابصة : (جِئْتَ
تَسْأَلُنِي عَنْ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ فَقَالَ نَعَمْ فَجَمَعَ أَنَامِلَهُ فَجَعَلَ
يَنْكُتُ بِهِنَّ فِي صَدْرِي وَيَقُولُ يَا وَابِصَةُ اسْتَفْتِ قَلْبَكَ وَاسْتَفْتِ
نَفْسَكَ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَالْإِثْمُ
مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ.)
هذا تعليقة على ملخص كتاب " ميزان تصحيح الموروث الروائي"
معالم نظريّة عرض الروايات على القرآن الكريم تقريرا لأبحاث المرجع الديني السيّد كمال
الحيدري بقلم الدكتور طلال الحسن.
منذ عام 2015 بدأت اميل الى منهج التصحيح المتني للحديث
بعرض الحديث على القران والسنة، وظهرت عبارات رد الظني الى القطعي واسلام عابر
للمذاهب في كتاباتي آنذاك، والان والحمد لله وبعد تأليفي أكثر من عشرين كتابا في
أسس وتطبيقات منهج عرض الحديث على القران والسنة ورد المعارف الى الأصول والثوابت،
والتحول التام من الصحة السندية الى الصحة المتنية، بدأت بالشروع في مشروعي بجمع الأحاديث
الصحيحة متنا (التي لها شاهد من القران والسنة القطعية ودن اعتناء بالسند) والحمد
لله. ووجدت ان السيد كمال الحيدري قد فصل في منهج العرض لكن وجدت اختلافات جوهرية عما
استقدته من الأدلة فأحببت تسليط الضوء على ملامح هذه الاطروحة مع تعليقات لي في
جوانب معرفية مختلفة أهمها في أسس منهج العرض وتطبيقاته. فاستخرجت من الكتاب
المواضع التي لها علاقة جوهرية بفكرة العرض والتي تقوّمه وخصوصا ما كان لدي تأمل
فيها.
وتكمن أهمية تفصيلات السيد كمال الحيدري لمنهج العرض بانه
عمل لم يطرقه الان في عصرنا الا قليل، مع حقيقة ان هذا المنهج هو الحق وكان مشهورا
عند السلف وقد بينت ذلك في مناسبات عدة. ومن الواضح عندي بعد تتبعي الأخير لكتابات
السيد ان محورية القران ظهرت في كلماته سنة 2011، او صرح بها علنا في هذا الوقت،
ومن خلال تتبعي أيضا وجدت تصريحا واضحا للعرض على القران من قبل السيد حسن بن علي
السقاف في 2007 في كتاب شرحه للعقيدة الطحاوية. ورغم ان كثيرا من التفصيلات التي
طرحها السيد الحيدري لي فيها تامل ومنها ما هو جوهري الا انه فعلا يعد اول من فصّل
في هذا الموضوع هذا التفصيل، فيشكر له هذا السبق. ومع ان منهج العرض هو منهج
القران والسنة ومنهج السلف الا ان طرحه الان مع الابتعاد عنه يعد تصحيحا أكثر مما
هو تجديد. وسترى ان هناك اختلافات جوهرية وعميقة بين ما طرحه السيد وما اطرحه لذلك
وصفت الكتاب واسميته بالتصحيح وستكون هناك خلاصة لمجموعة الاختلاف تعجيلا للمنفعة.
وطريقة التأليف انني
سأضع اقتباسا من كلام السيد ايده الله تعالى بين قوسين مرتكزا على ما في الكتاب، وان
كان هناك تعليق فسأذكره بعده وهذه ما اسميها (التخليصات الارتكازية التصحيحية للكتب)
فانا لا ألخّص كل الكتاب وانما ألخّص الجوهر الذي له علاقة بموضوع المناقشة
ارتكازا على ما هو في الأصل كمشترك معرفي يرجع اليه والتعليق في حالة التأمل. وهذه
العملية التصحيحية الارتكازية استقدتها من أحاديث اهل البيت عليهم السلام فهم أحيانا
يرتكزون على ما عند المسلمين من حديث لرسول الله صلى الله عليه واله ويشيرون الى
موطن التصحيح فقط دون الرواية الكاملة، والحمد لله على نعمه.
خلاصات الفروقات
هذه الفروقات بين ما يراه السيد وما هو الحق عندي بخصوص منهج
العرض فقط واما غيره من الأمور التي ذكرها الكتاب فانا لم اتعرض لها أصلا.
ان السيد اعتمد نص (العرض على القران) فقط والحق ان المحكم
هو (العرض على القران والسنة) وما اقتصر على ذكر القرآن كان من باب الاهتمام والتغليب.
السيد يرى ان الحديث والسنة واحد فيعاملهما معاملة احدة والحق
ان السنة ليست الحديث ولا تعامل معاملة الحديث وان كانت محمولة فيه.
السيد يرى ان اساس
الاختلاف هو النقل لكن الحق ان الاختلاف اساسه الفهم.
السيد يرى انه لا بد للسنة من أصل في القران والحق ليس كذلك
بل السنة أصل ولا تحتاج الى أصل بل ان محكم السنة مقدم على متشابه القران قطعا.
السيد يرى ان المحورية في الشريعة للقران والحق ان المحورية
للقران والسنة القطعية.
السيد يرى تمايز المعارف القرآنية عن المعارف السنية والحق
ان ما في الصدور هو معارف قرآنية سنية منصهرة متحدة بلا تمايز والتمايز خارجي لفظي
وليس حقيقيا.
السيد يرى اتحاد النص ومدلوله مع المعرفة والحق ان المعرفة
تختلف عن النص ومدلوله.
السيد يرى ان التفرع هو من النص القرآني او السني والحق ان
التفرع من المعرفة وليس من النص والمعرفة غير متمايزة فهي قرآنية سنية والاشارة الى
النص المتفرع منه هو اشاري وليس جوهري.
السيد يرى ان العرض هو للاختصاصيين فالعارض هو خصوص المختص
والحق انه لكل مسلم فالعارض هو كل مسلم.
السيد لا يلغي الاعتبار السندي بالكلية في العرض والحق عدم
الاعتبار بالسند بالكلية في العرض.
السيد يرى انه لا بد من الاحاطة الكاملة التفصيلية بمعارف
القران لاجل العرض والحق انه لا حاجة الى ذلك فالعرض يكون على الوجدان الشرعي الذي
هو متكون عند كل مسلم. وهو بمعنى حديث واصبة (استفت قلبك).
السيد يرى ان العارض هو خصوص العالم الذي علم معارف القران
بدقة وهو فريد في وجوده والحق ان العارض هو المسلم البسيط العادي بل ابسط المسلمين
معرفة وحديث وابصة دال عليه.
السيد يرى ان الموافقة والمخالفة تعني المنافاة وعدمها والحق
ان الموافقة وجود الشاهد والمخالفة عدم وجو الشاهد وان لم تكن منافاة.
السيد يرى ان نقد السند مهم للتقييم والعرض والحق انه لا
عبرة مطلقا بالسند في عملية العرض.
السيد يرى انه لا بد من قواعد دقيقة للعرض ومنها ما هو معقد
والحق ان قواعد العرض وجدانية عرفية عقلائية متحققة في نفس كل مسلم.
السيد يجعل العرض والتصديق في قبال القرائن العقلائية والحق
ان العرض هو من القرائن العقلائية وهو أثبتها مطلقا.